وفي هذه الآيات- أيضا- إخبار بأن عاقبة المكذبين بالرسل العذاب لردهم ما تضمنته لا إله إلا الله.
فالآيات - كما نلاحظ- إما وعد بالنعيم لمن قبل معنى لا إله إلا الله. أو وعيد بالعذاب لمن لم يقبل ذلك.
كل ذلك دليل على اشتراط القبول.
هذه بعض الآيات القرآنية التي تضمنت اشتراط القبول لمعنى الشهادة.
وأما من السنة فمنها: ما روى أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به"(١) متفق عليه.
والشاهد: قوله " ... ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به ".
ومن هديه صلى الله عليه وسلم: شهادة أن لا إله إلا الله (معناها ومقتضاها) والحديث ظاهر في عدم انتفاع من لم يقبل ذلك الهدى. وعليه فلا ينتفع قائل الشهادة إذا لم يقبل معناها ومقتضاها.
وقوله صلى الله عليه وسلم "من قبل مني الكلمة التي عرضتها على عمي فردها علي، فهي له نجاة"(٢) .