للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والشاهد: قوله "من قبل مني الكلمة ... " حيث اشترط القبول للشهادة حتى ينجو صاحبها. كل ذلك دليل على اشتراط القبول للشهادة.

وبذلك يتضح أن القبول للا إله إلا الله ولما اقتضته يتحقق بالقلب، وذلك بانشراحه لهذه الكلمة ولما اقتضته من أوامر ونواهي. وباللسان وسائر الجوارح، فلا يتكلم أو يعمل عملاً فيه رد لهذه الكلمة أو شيئا من مقتضياتها. والله أعلم.

الخاتمة

بسم الله بدأنا وبحمده والشكر له ختمنا، ونصلي ونسلم على نبينا محمد وصحبه، وبعد: فإلى القارئ الكريم بعض النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث المتواضع، إنه من دراستي لشهادة أن لا إله إلا الله- معناها، وتحقيقها، ومتى ينتفع الإنسان بها، وأركانها، وشروطها. توصلت إلى نتائج مهمة منها ما يلي:

الأولى: أن معنى لا إله إلا الله، هو: لا معبود بحقِ إلا الله، وأن الإله هو: المألوه أي المعبود. وأنه بهذا يبطل ما يعتقده عباد القبور اليوم وأمثالهم من أن معنى لا إله إلا الله هو الإقرار بوجود الله، أو أنه هو الخالق القادر على الاختراع وأشباه ذلك أو أن معناها لا حاكمية إلا لله، وأن من أقر بذلك فقد حقق التوحيد المطلق ولو فعل ما فعل من عبادة غير الله كالاعتقاد بالأموات، والطواف بقبورهم والتبرك بتربهم ونحو ذلك.

الثانية: أن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، هو: أن لا نعبد إلا الله وحده بالقلب واللسان وسائر الجوارح، فلو عبدناه بالقلب وحده لأصبحنا معاندين كفرعون ومن على شاكلته ولو عبدناه باللسان وسائر الجوارح من دون القلب لأصبحنا منافقين. ولو عبدناه باللسان وحده لأصبحنا كافرين، فلابد من اجتماع الأمور الثلاثة، مع نفي استحقاق أي مخلوق لأي نوع من أنواع العبادة التي لا تصح إلا لله.

الثالثة: أن قائل لا إله إلا الله لا ينتفع بها إلا إذا حقق أركانها وشروطها ومات على ذلك لم يرتكب ناقضاً من نواقضها، وأن قول من قال بأن مجرد التلفظ بها يكفي وهم باطل.