وفي هذا المجال تؤكد سياسة التعليم في المملكة العربية السعودية على أهمية النمو ويتضح ذلك التأكيد في (البند الثالث والخمسين) من الأهداف الإسلامية العامة التي تحقق غاية التعليم ونصه "مسايرة خصائص مراحلِ النمو النفسي للناشئين في كل مرحلة ومساعدة الفرد على النمو السّوقي روحياً وعقلياً وعاطفياً واجتماعياً والتأكيد على الناحية الروحية الإسلامية بحيث تكون هي الموجه الأول للسلوك الخاص والعام للفرد والمجتمع ".
ولما كانت المناهج التعليمية للمقررات الدراسية عاملا مسانداً لتنفيذ السياسة التعليمية في بنودها المختلفة فقد حظي جانب النمو الإنساني باهتمام واضعي هذه المناهج ويلاحظ ذلك - على سبيل المثال- في أهداف مقرر التربية الإسلامية بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة إذ يعد "معرفة الجوانب المختلفة للنمو الإنساني في مراحله وتوجيهها تربوياً وتعليمياً ووظيفياً " واحداً من أهدافها الرئيسة.
وعطفاً على ما سبق تتبين أهمية هذا الموضوع الذي يحتوى على الموضوعات التالية:
- النمو في اللغة والاصطلاح.
- أهمية دراسة النمو.
- مراحل النمو الإنساني.
- العوامل المؤثرة في النمو الإنساني.
- مظاهر النمو عند طلاب التعليم العالي.
- الخاتمة.
والله ولي التوفيق،،،
٢- النمو في اللغة والاصطلاح
النمو من حيث الدلالة اللفظية هو "النَّماء: الزيادة. نمى ينمى نميْاً ونُميّاً ونماءً: زاد وكثر وربما قالوا نُموَّاً، وأنميت الشيء ونميِّته جعلته نامياَ".
والنمو development من حيث المفهوم الاصطلاحي هو "تغيير مطرد في الكائن الحي يتجه به نحو النضج ".
"والنمو بمعناه النفسي يتضمن التغيرات الجسمية والفسيولوجية من حيث الطول والوزن والحجم والتغيرات التي تحدث في أجهزة الجسم المختلفة والتغيرات العقلية المعرفية والتغيرات السلوكية الانفعالية، والاجتماعية التي يمر بها الفرد في مراحل نموه المختلفة ".