للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتأثر النمو الذي يلازم الإنسان طيلة مراحل حياته بعدة عوامل تسهم – إلى حد كبير- في إبراز سماته الشخصية منها الوراثة البشرية، وما يوجد في جسم الإنسان من غدد صماء، أو ما يعرف بالتكوين العضوي (الغدّى) إلى جانب عوامل أخرى ذات علاقة بالأسرة والبيئة التي يعيش فيها الإنسان، أو ما تعرف بالبيئة الاجتماعية والثقافية التي تؤثر تأثيراً واضحاً في جوانب النمو المتعددة عند الإنسان.

ويقسم علماء النفس العوامل المؤثرة في النمو الإِنساني إلى قسمين رئيسين: عوامل أساسية، وعوامل ثانوية.

٥/ ١ العوامل الأساسية:

فيما يتعلق بالعوامل الأساسية فإن أبرزها ما يأتي:

٥/ ١/ ١ الوراثة: Heredity

الوراثة هي: "ما ينتقل من الوالدين إلى المواليد بيولوجياً وبواسطة المورثات، أما الوراثة الاجتماعية فهي غير بيولوجية وهي انتقال العادات والأفكار عن طريق الاحتكاك الحضاري ".

كما أنها عبارة عن "انتقال سمات عقلية وبدنية من الوالدين إلى الأبناء من خلال المورثات ".

وهناك فرق بين السمات الوراثية والسمات الخلقية (الولادية) Congenital فالسمات الوراثية هي التي تنقلها المورثات منذ لحظة الحمل لكن السمات الخلقية توجد منذ الميلاد إلا أنها لا ترجع إلى نوع المورثات بل إلى تأثير بيئة ما قبل الولادة، أي البيئة الرحمية، فالسمات الخلقية تعد بيئية في طبيعتها".

ويؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم أهمية الوراثة في تكوين الإنسان فعن أبي هريرة رضي الله عنه "أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ولد لي غلام أسود، فقال:"هل لك من إبل؟ "قال: نعم، قال:"ما ألوانها؟ " قال: حمر، قال: "هل فيها من أورق؟ " قال: نعم، قال: "فأنى ذلك؟ "قال: لعل نزعة عرق، قال: "فلعل ابنك هذا نزعه " (١) .

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تخيّروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء، وانكحوا إليهم " (٢) .