للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن المتأمل لمسئولية المسجد في الإسلام يلحظ بوضوح أنه ليس مكان عبادة فحسب بل إنه مقر تربية وتعليم وتهذيب وحث على التآزر بين أفراد المجتمع وتأكيد على سمة التكافل الاجتماعي بين المسلمين.

ومما يدل على أهمية المسجد في الإسلام أنه قد كان من الأساسيات التي حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على وضعها لبناء الدولة الإسلامية بعد هجرته إلى المدينة النبوية.

ويقوم المسجد بدور فاعل وأساس في نشر التعليم وإيجابياته الفاعلة في هذا الجانب ووضح ذلك في صدر الإسلام على وجه التحديد، حيث قام المسجد – آنذاك - بوظائف جليلة أسهمت بصورة جلية في ميدان الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وفي نشر الإسلام وتبليغ تعاليمه وأحكامه لبنى البشر. "فقد كان منطلقاً للجيوش وحركات التحرير، تحرير الأمم والشعوب من العبودية للبشر والأوثان والطواغيت ليتشرفوا بعبوديتهم لله وحده ".

فالمسجد في الإسلام أريد له من عهد رسول الله أن يقوم بهذه المسئوليات فحلقات القرآن الكريم في المسجد تهدف إلى تشجيع المسلمين على حفظ كتاب الله تعالى وتجويد تلاوته وتدبر معانيه واستقاء الدروس الإيمانية والتربوية منه.

وحلقات الوعظ والإرشاد التي تعقد بالمسجد فيها تثبيت لإيمان المسلم وترسيخ لعقيدة الإسلام وتشجيع على مواصلة إخلاص الطاعة لله تعالى وتعليم المسلم أمور دينه وحفز له على التحلي بالأخلاق الإسلامية أخلاق القرآن الكريم، وتأكيد على أهمية الالتزام بأصول العلاقات الاجتماعية في الإسلام لاسيما في وسط أسرته حيث يؤكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك بقوله: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم" (١) .