ويتبين من هذا الحديث الشريف أن الاستدلال على خلق المسلم ليس في معاملة الآخرين فقط إذ قد يعتمد في هذه المعاملة على أسلوب المجاملة الاجتماعية ولكن المسلم إذا كان في تعامله مع أهله على درجة عالية من الأخلاق الإسلامية الفاضلة فإنه حتماً يكون على ذلك مع الآخرين.
كما تتضح أصول العلاقات الاجتماعية الإسلامية عند الطلاب مع زملاء الدراسة وقرناء السن ورفاق الحي.
ومما تقدم تتبين فاعلية المسجد في مجال التنشئة الاجتماعية وأثره الواضح في تنمية الشخصية من جوانبها المتعددة وهذا يقودنا إلى التأكيد على الاهتمام بالمسجد بحيث يشتمل على مكتبة تضم أمهات الكتب في علوم القرآن والعقيدة والسنة والشريعة والتربية كيما تتكامل وظائف المسجد الذي يعوله عليه في تهذيب الإنسان المسلم.
ويتضح في هذا المقام المسئولية المنوطة بالمسجد تجاه إعداد الإنسان المسلم كيما يقوم بدوره الطبيعي في الحياة الدنيا، خصوصاً فيما يتعلق بتنميته وتهذيبه وفق تعاليم الشريعة الإسلامية الغراء.
لذا، فإن من الأهمية أن يظل خطباء المساجد على صلة دائمة بعلوم الشريعة والتربية الإسلامية كي يتسنى لهم عرض وتناول القضايا التي تهم المسلمين في الحياة الآخرة، والتي تتجدد باستمرار في الحياة المعاصرة.