قال البيهقي: وأخبرنا أبو الحسين بن بشران، ثنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن سليمان، حدثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن السدي قال: فواتح السور من أسماء الله عز وجل وإسناده صحيح إلى السدي- وهو الكبير- فرجاله ثقات إلى السدي إلا محمد بن سليمان وهو ابن الحارث الباغندي اختلف فيه (١) ولكن قد روي من طرق أخرى إلى السدي (٢)
سورة البقرة ٢
قوله تعالى {ذلِكَ اْلْكِتَابُ}
قال الطبري: حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا ابن علية قال: أخبرنا خالد الحذاء عن عكرمة قال: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} هذا الكتاب وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي سعيد الأشج عن ابن علية به.
وإسناده صحيح تقدم، وقد روي عن مجاهد والسدي وابن جريج نحوه واستنادا على هذه الرواية يكون معنى الكتاب: القرآن لأن الإِشارة إليه، واختصاص ذلك بالإشارة للبعيد حكم عرفي لا وضعي، فإن العرب تعارض بين اسمي الإشارة، فيستعملون كلا منهما مكان الآخر، وهذا معروف في كلامهم، وفي التنزيل من ذلك آيات كثيرة. ومن جرى على أن ذلك إشارة للبعيد يقول: إنها صحت الإشارة بذلك، هنا إلى ما ليس ببعيد، لتعظيم المشار إليه، ذهابا إلى بعد درجته وعلو مرتبته ومنزلته في الهداية والشرف
قوله تعالى {لا رَيْبَ فِيهِ}
قال عبد الرزاق الصنعاني: أخبرنا معمر عن قتادة {لا رَيْبَ فِيهِ} يقول: لاشك فيه.
ورجاله ثقات وإسناده صحيح، وأخرجه الطبري من طريق الحسن بن يحيى عن عبد الرزاق به
قال ابن أبى حاتم الرازي: ولا أعلم في هذا الحرف اختلافا بين الَمفسرين، منهم: ابن عباس، وسعيد بن جبير، وأبو مالك، ونافع مولى ابن عمر، وعطاء بن أبي رباح، وأبو العالية، والربيع بن أنس وقتادة، ومقاتل بن حيان، والسدي، وإسماعيل بن أبي خالد.