للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخرج الطبري بإسناده الحسن عن سعيد عن قتادة قوله {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ} فكانت الطاعة لله والسجدة لآدم أكرم الله آدم أن أسجد له ملائكته (١) .

ومعنى استكبر: أي تكبر والسين للمبالغة (٢) .

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى الكبر وخطره، فأخرج مسلم بإسناده عن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ... الكبر بطر الحق وغمط الناس " (٣) .

وأخرج ابن أبي حاتم بإسناده الصحيح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قوله {أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} حسد عدو الله إبليس آدم على ما أعطاه الله من الكرامة، وقال: أنا ناري وهذا طيني، فكان بدء الذنوب الكبر، استكبر عدو الله أن يسجد لآدم (٤) .

قوله تعالى {وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}

أخرج ابن أبى حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية في قوله {وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} يعني: من العاصين (٥) .

وأخرج البغوي عند آخر هذه الآية بإسناده عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أنا جرير ووكيع وأبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي ويقول ياويله أمر ابن آدم السجود فأطاع فله الجنة وأمرت بالسجود فعصيت فلي النار " (٦) .

وإسناده صحيح، وأخرجه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة (٧) .

سورة البقرة ٣٤

قوله تعالى: {وقلْنا يَا آدَمُ أسْكُنْ أنْتَ وزوجك الجَنَّة}

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبدة بن سليمان عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن ابن عباس قال: إنما سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض (٨) .