ورجاله ثقات على شرط الشيخين وإسناده صحيح، وأبو الضحى هو مسلم ابن صبيح الهمذاني، وأخرجه ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية قال: قال الله تبارك وتعالى {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} قال: خلق الله آدم يوم الجمعة وأدخله الجنة يوم الجمعة فجعله في جنات الفردوس (١) .
وله شاهد من الصحيح كما سيأتي عند قوله تعالى {فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} ، وقوله تعالى {أَنْتَ وَزَوْجُكَ} يوحي أن حواء قد خلقت؟ وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خلقها فأخرج الشيخان بسنديهما عن أبي هريرة مرفوعا "استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته وتركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء "(٢) .
واللفظ للبخاري.
قال الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث: قيل فيه إشارة إلى أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر وقيل من ضلعه القصير، أخرجه ابن إسحاق وزاد اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم (٣) .
قوله تعالى:{وَكلا منهَا رَغَدا حَيْث شِئْتُمَا}
وأخرج الطبري بإسناده الصحيح عن مجاهد في قوله {رَغَداً} قال: لا حساب عليهم (٤) .
وأخرج الطبري بإسناده الحسن عن سعيد عن قتادة قوله {يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا} ثم إن البلاء الذي كتب على الخلق، كتب على آدم كما ابتلي الخلق قبله، أن الله جل ثناؤه أحل له ما في الجنة أن يأكل منها رغدا حيث شاء، غير شجرة واحدة نهي عنها، وقدم إليه فيها، فما زال البلاء حتى وقع بالذي نهي عنه (٥) .
قوله تعالى {فَأَزَلَّهُمَا الشيْطَانُ عَنهَا}
أخرج ابن أبي حاتم عن أبيه قال: ثنا خالد بن خداش المهلبي، ثنا حماد بن زيد، عن الزبير بن خريت، عن عكرمة قال: إنه سمي الشيطان لأنه تشيطن.