بزيادة التاء وتضعيف العين وقد أشار له بقوله مع (تَوَلَّى) وهو لمطاوعة فَعَّلَ المضعّف كعَلَّمْتُهُ فَتَعَلَّمَ، وأَدَّبْتُهُ فَتَأدَّب، ووَلَّيْتُهُ [//٣١/ أ] فَتَوَلَّى، ولموافقة فَعَّلَ المضعّف أيضاً نحو: تَوَلَّى عنهم بمعنى وَلَّى، ومثال الناظم يحتمل المعنيين، ويكون أيضاً لتعاطي الشيء تكلّفاً نحو تَشَجَّعَ أي تكلّف ذلك، وهو كتَغَافَلَ وتَجَاهَلَ في كون كلّ منهما غير ثابت للفاعل، ويكون أيضاً لمجانبة الشيء كَتَهَجَّدَ أي جانب الهجود أي النوم، وتَحَرَّجَ، وتَأثَّمَ أي جانب الحرج والإِثم، وللاتخاذ كَتَوَسَّدَ ذراعه أي اتخذها وسادة، وللدلالة على التكرير كَتَجَرَّعَهُ أي شَرِبَهُ جَرْعَةً بعد جَرْعَةٍ، وللطلب كاسْتَفْعَلَ نحو تَكَبَّرَ أي طلب أن يكون كبيراً.
ومنها فَعْلَسَ:
بزيادة السين في آخره للإِلحاق بفَعْلَلَ الرباعي نحو (خَلْبَسَ) قلبه بالخاء المعجمعة والباء الموحّدة أي خدعه وأضلّه، ومنه قولهم:"بَرْقٌ خُلَّبٌ" إذا لم يعقبه مطر، و"لا خِلابَةَ" أي لا خداعة، لكن قال الشارح: مقتضى الصحاح والقاموس أن سينه أصلية؛ لأنهما أورداه في السين لا الباء.
ومنها سَفْعَلَ:
بزيادة السين في أوّله للإِلحاق بفعلل الرباعي أيضاً نحو: سَنْبَسَ في سيره بمعنى أسرع، وأصله نَبَس أي تحرّك ونطق.
والتاء في قوله (تَدَحرَجَتْ) تاء التأنيث الساكنة كما تقدّم، وتسكين آخر خَلْبَسْ للضرورة وأما قوله:(اتَّصَلا) فليس بمثال بل كمّل به القافية، لأن وزنه افْتَعَلَ كاعْتَدَلَ [//٣١/ ب] وقد تقدّم، وتقديره واتّصَلَ توَالَى مع تَولَّى وما بعدهما بما قبلهما.