روي عن ابن عباس في تفسير كلمة "مثبور"في قوله تعالى: {إِنّي لأظُنًّكَ يا فِرعَون مَثْبُوراً}(١) ثلاثة أقوال:
أحدها: أن مثبوراً بمعنى ملعون.
والثاني: أنه بمعنى مغلوب.
والثالث: أنه بمعنى ناقص العقل، ونقصان العقل أعظم هُلْكٍ.
٦- المترف:
روي عن ابن عباس أنه فسر "المترفين "في قوله عز وجل: {إِنهُم كَانوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ}(٢) بأن المراد منه هو التوسع في نعيم الدنيا.
وذهب أبو عبيدة وجماعة إلى أنه بمعنى: متكبرين.
ووافق أكثرُ العلماء ابن عباس.
ولما كان الشعر ديوان العرب، ومنتهى حكمهم، به يأخذون، وإليه يصيرون؛ فقد جعل ابن عباس الشعر دليلا على كثير من شروحه اللغوية، وكان يحثّ على الاستفادة من الشعر في مقام شرح الغريب، فقد روي عنه قوله:"الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرفْ من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديواننا فالتمسنا معرفة ذلك منه" وروي عنه قوله- أيضاً:"إذا سألتموني عن غريب القرآن فالتمسوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب".
وقد ظهرت عناية ابن عباس بالشعر واستفادته منه في سؤالات نافع بن الأزرق التي أوردها السيوطي كاملة في كتابه (الإتقان) .
ثانيًا: لغات القبائل:
روي عن ابن عباس فيما يتصل بلغات القبائل شيء غير قليل، وأقواله منثورة في كتب التراث وعلى رأسها كتب التفسير والمعاجم. وثمة رسالة برواية ابن حسنون ينتهي سندها إلى ابن عباس وصلت إلينا بعنوان "اللغات في القرآن "تشتمل على بعض لغات القبائل وشيء من المعرب.
وقد شك بعض العلماء في نسبتها إليه - كما تقدم في الحديث عن مؤلفات "العربية"عند علماء المدينة، إلا أن الراجح عند كثير من العلماء أنها له، لورود كثير مما فيها من نصوص في كتب التراث، ولنقل السيوطي جل ما فيها معزواً في كتابيه:"المهذب"و"الإتقان".