للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢- يقول المؤرخ اليهودي شاهين مكاريوس في كتابه (تاريخ الإسرائيليين) [٨٦] :"ومن ذلك الزمان يختفي ذكر الأسباط العشرة الأخرى، فمن عاد منهم إلى فلسطين اختلط بسبطي يهوذا وبنيامين، وفي ذلك الحين سُمَّي الإسرائيليون يهوداً ودُعيت بلادهم اليهودية".اه.

ومن الجدير بالذكر أن الجماعات اليهودية العائدة إلى فلسطين عاشت تحت ظل الحكم الفارسي لتلك البلاد، ومن بعده في ظل حكم الإسكندر المكدوني (اليوناني) [٨٧] ومن بعده حكم البطالسة [٨٨] المصريين (أحد قادة الإسكندر الذين اقتسموا مملكته بعد وفاته) ، ثم جاء الحكم الروماني على فلسطين سنة ٦٣ ق. م، وفي فترة الحكم الروماني ولد وعاش النبي الكريم عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام. وقد حاول اليهود مراراً وتكراراً في ظل الحكومات المتعاقبة السابقة إعادة مجدهم السابق في فلسطين وعزهم الزائل وحلمهم الكبير في إقامة مملكة مستقلة لليهود، ولكن كانت محاولاتهم الكثيرة تبوء بالفشل والندم والدم حيث تنتهي ثوراتهم باضطهادهم وتدميرهم وقتلهم وتشريدهم وذلهم وهوانهم [٨٩] ، عقاباً لهم من الله وغضباً عليهم لكفرهم وفجورهم وقتلهم الأنبياء والصالحين وإفسادهم في الأرض.

المطلب الثامن: عصر الشتات (الدياسبورا) [٩٠] .

على أثر ثورة من الثورات المتكررة التي كان يقوم بها اليهود سنة ٧٠م دمّر الإمبراطور الروماني تيطس (هيكل سليمان) مرة ثانية وقتل وسبى عدداً كبيراً من اليهود [٩١] .

وفي سنة ١٣٥م قام اليهود بثورة أخرى زمن الإمبراطور الروماني أدريانوس الذي دمّر مدينة أورشليم، وبنى مكان الهيكل معبداً لـ (جوبيتير) كبير آلهة الرومان وغيّر اسم المدينة إلى (إيليا كابيتولينا) ، وتخلص من اليهود فيها بالقتل والتعذيب والتشريد والنفي ومنعهم من دخولها [٩٢] . فازداد تشتت اليهود وتفرقهم في أنحاء العالم - عما كانوا عليه من قبل منذ التدمير الثاني للهيكل - في دول آسيا وأوروبا وإقريقيا.