للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقيت مملكة يهوذا الجنوبية تكافح وتناضل الطامعين فيها من أجل البقاء إلى أن جاء فرعون مصر فزحف على مملكة يهوذا سنة ٦٠٨ ق. م فاحتلها، واستمر في زحفه فاحتل مملكة إسرائيل التي كانت قد سقطت تحت سلطة الآشوريين، وقد ثار لذلك البابليون -الذين خلفوا الآشوريين وورثوا ممتلكاتهم- وجاءوا بقيادة ملكهم بختنصر (نبوخذ نصر) الذي احتل أورشليم وأحرق هيكل سليمان وهدمه، ودمّر أسوار ومنازل أورشليم، وأخذ من بقي من بني إسرائيل عبيداً إلى بابل وهذا ما يعرف في تاريخ اليهود بـ (الأسر أو السبي البابلي) سنة ٥٨٦ ق. م. تقريباً، وفيه وقع (التدمير الأول) لهيكل سليمان، وكان ذلك القضاء المبرم على مملكة يهوذا أو ما تبقى من مملكة بني إسرائيل [٨١] .

وقد عاش بنو إسرائيل في المنفى أو السبي البابلي مدة طويلة، انحرفوا خلالها عن الدين الحق وتأثروا بوثنية أسيادهم البابليين ومن جاء بعدهم [٨٢] .

المطلب السابع: عصر العودة من السبي إلى أورشليم.

في سنة ٥٣٩ ق. م احتل الفرس بلاد بابل وورثوا ممتلكاتهم، وأظهر ملك الفرس (كورش) تعاطفا نحو بني إسرائيل حيث سمح لهم بالعودة إلى فلسطين سنة ٥٣٦ ق. م، ولكن الكثيرين منهم فضلوا البقاء في بابل، وعاد بعضهم على صورة جماعات كان أولها بقيادة زَرَّبَابَل وكان عددهم خمسين ألف يهودي ثم تحت قيادة عزرا ثم نحميا [٨٣] .

وأبرز حوادث هذا العصر ما يأتي:

١- إعادة بناء مدينة أورشليم وهيكل سليمان [٨٤] .

٢- يزعم اليهود بأن (عزرا) أعاد التوراة المفقودة - في السبي البابلي - من حفظه، وأنه الذي جمع أسفار الكتاب المقدس ونظمها، وأنه مؤسس نظم اليهود المتأخرة (في القرن الخامس ق. م) ولذلك يلقب بـ (الكاهن الكاتب أو الوراق) [٨٥] .