للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن هذه الإدعاءات أسهمت في تبرير جرائمهم ومكائدهم وحروبهم ومفسادهم أمام الرأي العالمي لتحقيق الهدف الصهيوني في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين -والغاية تبرر الوسيلة حسب القاعدة الميكافيلية اليهودية-، حيث ترافق وتزامن نشر هذه الادعاءات اليهودية الصهيونية وغيرها مع الخطوات والمراحل السابقة لمخطط اليهود في احتلال فلسطين، وسوف نبين إن شاء الله تعالى بطلان هذه المزاعم بالأدلة والبراهين الساطعة.

المطلب الأول: زعمهم بأنهم شعب الله المختار.

إن الشعور بالاستعلاء والاستكبار على جميع الخلق داء عضال ومزمن عند الأمة اليهودية ذكره القرآن الكريم عنهم في آيات كثيرة وتزخر به نصوص كتبهم المقدسة لديهم ومنها ما ورد في توراتهم المحرفة "أنتم أولاد للرب إلهكم ... لأنك شعب مقدس للرب إلهك، وقد اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" [٧] .

ويقول الرِّبِّي عقيبا في المشنا (وصايا الآباء ٣/١٨) : بنو إسرائيل أحباء الله لأنهم يدعون أبناءه، بل هناك برهان أعظم على هذا الحب، وهو أن الله نفسه قد سماهم بهذا الاسم في قوله في التوراة: "أنتم أولاد للرب إلهكم" [٨] .

وفي مصطلحاتهم نجدهم يخلعون على أنفسهم صفات المدح والتعظيم فيسمون أنفسهم أيضاً بـ (الشعب الأزلي) وبالعبرية [عام عولام] ، و (الشعب الأبدي) وبالعبرية [عام ينصح] ، و (شعب الله) وبالعبرية [عام ألوهيم] [٩] .

وانبنى على ذلك احتقارهم للأمم الأخرى وتسميتها بألفاظ السباب والشتائم مثل (الجوييم) و (عاريل) و (ممزير) [١٠] ، ثم تمادوا في ادعائهم بأن لهم حق السيطرة على العالم ما داموا أنهم أبناء الله وأحباؤه.

بطلان هذه الدعوى: