فلما انحرف بنو إسرائيل عن دين الله الحق وارتدوا وفسدوا وأفسدوا في الأرض لم يعد لهم حق بالتمسك بالوعد الإلهي لهم، بل كان الجزاء عليهم بما تضمنته الآيات الكريمة بلعنة الله عليهم وغضبه وعقابه بتشتيتهم في الأرض وتسليط من يسومهم سوء العذاب عليهم إلى يوم القيامة، وضرب الذلة والمسكنة عليهم أين ما ثقفوا جزاءً لنقضهم مواثيق الله وكفرهم بآياته.
٤- كما يمكن القول أيضاً أن وعد الله لهم قد تحقق بعد موسى عليه الصلاة والسلام حينما دخل بنو إسرائيل الأرض المقدسة بقيادة يوشع بن نون - فتى موسى عليهما الصلاة والسلام - وأقاموا فيها زمن داود وسليمان عليهما السلام حينما فضلهم الله عز وجل على عالمي زمانهم، ولكن حينما كفروا بالله وفسدوا وأفسدوا في الأرض غضب الله عليهم فعذبهم وسلط عليهم من يسومهم سوء العذاب وحرمهم من الأرض المقدسة وشردهم وشتتهم في الأرض.
وأما فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان الوعد أبديا ولا يمكن نسخه فيقول الدكتور الفرد جلوم - أستاذ دراسات العهد القديم في جامعة لندن: بأنه لم يقطع إطلاقاً أي وعد غير مشروط بأن التملك سيكون أبدياً، هذا مع أن المقصود كان فترة طويلة غير محددة. اهـ[٦١] .
٥- إن الوعد الإلهي مشروط بالإيمان والعمل الصالح، فقد ورد في التوراة الأمر بذلك وبالمثوبة عليه، والوعيد الشديد لمن كفر بالله وارتد عن دينه ونصه:"فإن انصرف قلبك ولم تسمع بل غويت وسجدت لآلهة أخرى وعبدتها، فإني أنبئكم أنكم لا محالة هالكون"[٦٢] .
وقد ثبت في أسفارهم المقدسة لديهم أنهم قد كفروا بالله وارتدوا وعبدوا آلهة وأوثاناً أخرى، وقد أوضحنا ذلك أثناء سردنا لتاريخهم [٦٣] .