وإن مرور مائة عام قرن من الزمان على تأسيس المملكة العربية السعودية على التوحيد، نعمة من الله عظيمة، نبتهج بها، وتقتضي منا جميعا الشكر لله تعالى، والتأمل والاعتبار، فيما حققته هذه المسيرة، من ترسيخ دعائم وحدة المملكة العربية السعودية، وأمنها ورخائها، على المنهج السلفي الصحيح؛ الذي التزم به قائد هذه المسيرة، الملك عبد العزيز (رحمه الله) وسار عليه أبناؤه البررة، وشعبه الوفي، من بعده، فما زالت الوحدة السعودية متماسكة بالتوحيد (ولله الحمد والمنة) وماتزال (إن شاء الله تعالى) متماسكة بالتوحيد؛ قال الله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الأنفال: ٥٣.
مضى قرن من الزمان، والمملكة العربية السعودية (ولله الحمد والمنة) تحتل المكانة الدينية في العالم الإسلامي مكان القلب في الجسد، سواء في البناء وتوحيد الكيان، أو في الحكم والإدارة، أو في التنفيذ والتطبيق، أو في التربية والتعليم، منذ نشأة بنائها إلى استكماله وتطويره؛ من لدن المؤسس الباني؛ الملك الإمام عبد العزيز (رحمه الله) ثم مروراً بعهد أبنائه الملوك؛ سعود وفيصل وخالد (رحمهم الله) إلى عهد قائد نهضتها، ورائد تعليمها، ومحكم قوتها؛ خادم الحرمين الشريفين؛ الملك المفدى؛ فهد بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني، وبقية الأمراء من أبناء عبد العزيز، والشعب السعودي؛ عُصبةِ العز والمنعة (بإذن الله تعالى) حفظ الله الجميع، وأمدهم بعونه وتوفيقه، وأسبغ عليهم وعلى أمتهم نعمة الصحة والعافية.