إن الأصالة هي ما تنزل به الوحي الإلهي المعصوم على خاتم النبيين والمرسلين، والمنهج الأصيل هو ما تضمنه الدين الحنيف بمراتبه الثلاث: الإسلام والإيمان، والإحسان، وهو ما يعبر عنه بالعقيدة والشريعة والأخلاق.
وللمنهج من الخصائص والمقومات (كالربانية والشمولية والعصمة والخلود) ما يحقق فيه معاني الأصالة على مر الأجيال، وتتابع الأحقاب إلى يومنا هذا وإلى يوم الدين.
والحاجة اليوم تتنامى وتتعاظم إلى هذا المنهج الكامل الفريد لاسيما بعد أن طغت النزعات المادية في العالم، وتوغلت إثر ذلك في عالمنا الإسلامي الاتجاهات المادية التي تقصي الدين عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، بل وتعده من أسباب ضعضعة المجتمع وحجر عثرة في طريق التقدم والتطور، فظلت المناهج الوضعية الوافدة خاضعة للتقويم والتصويب بين الحين والحين، وكان ثمن التجريب فالتصويب واكتشاف الزيف باهظا بل مدمراً لمقومات المجتمعات الإسلامية وخصائصها ورسالتها.