كما تهوي إليها أفئدة الحجاج والمعتمرين والزائرين، وهذا يكسبها ثقلا سياسيا رائدا، كما يضفي على كاهلها مسئوليات وواجبات إسلامية جساما، لا تدخر المملكة وسعا في القيام بها مما هو واقع ملموس للقاصي والداني، فهي رائدة التضامن الإسلامي، ومناصرة المسلمين ماديا ومعنويا، ومعينة لكل من ينشد الخير والسلام والوئام للإنسانية.
ثالثا: الموقع الجغرافي الفريد إذ تتوسط قارات العالم وتمثل جسرا يربط مختلف الدول الأوربية والآسيوية والأفريقية تجاريا وسياسيا وثقافيا، وللمملكة أطول ساحل شرقا وغربا وجنوبا من بين الدول العربية، وللخليج في ساحلها الشرقي أهمية استراتيجية قصوى.. وهذا الموقع الجغرافي المتميز يهيئ العديد من المصالح السياسية والتجارية والحضارية.
رابعا: الأهمية الحاسمة للثروة البترولية التي تعد من المصادر الإستراتيجية للطاقة على اختلاف محاورها الصناعية والحربية والتقنية وغيرها، لا سيما وقد دلت الأبحاث العلمية على أنها ثروة طويلة المدى غير ناضبة على المدى القريب.
خامسا: المملكة نمط فريد في بناء الأمة بكل مقوماتها الحضارية وأصالتها التاريخية وخصائصها، وهذا في مكنونه مثال فذ رائع للنموذج الموفق في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، والتحول من ظروف القرن الثامن عشر إلى أوضاع القرن العشرين.
وجملة القول: إن الخصائص التي تضافرت في كيان المملكة أضفت عليها المكانة المرموقة، والمواقف المتوازنة الحكيمة سواء على الصعيد العربي أو الإسلامي أو الدولي، فضلا عن الأهمية القصوى للمملكة على مختلف المحاور.