الحديث عن الملك عبد العزيز يستتبع الحديث عن خصائص هذا الكيان الكبير الذي أسسه (المملكة العربية السعودية) وما ينفرد به من خصائص ومميزات دينية وتاريخية وسياسية هي في مكنونها مظهر من مظاهر الأصالة:
أول هذه الخصائص تميز المملكة بالنظام الإسلامي الراشد الذي يتخذ من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة مرجعا في كافة الشئون، فهو نظام قائم على الكتاب والسيف، على العلم والقوة، والمملكة بهذه الخاصية تنفرد من بين سائر الممالك الإسلامية المعاصرة حسب علمنا.
جاء في التعليمات الأساسية للمملكة الصادرة بالتصديق الملكي الكريم في ٢١ صفر سنة ١٣٤٥ هـ: في المادة الخامسة من القسم الثاني ما نصه: (تكون جميع إدارة المملكة الحجازية [٢٢] بيد صاحب الجلالة الملك عبد العزيز الأول بن عبد الرحمن آل فيصل آل سعود وجلالته مقيد بأحكام الشرع الشريف) .
وفي المادة السادسة:(الأحكام تكون دواما في المملكة الحجازية [٢٣] منطبقة على كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وما كان عليه الصحابة والسلف الصالح)[٢٤] .
وهذا النهج القويم يعطيها بعدا استراتيجيا هاما في الدراسات السياسية المقارنة، وفي الدراسات المتعلقة بالتنمية، وفي هذا النهج الإسلامي الراشد دلائل قواطع تبطل الإشكاليات التي لفقها أعداء الإسلام في صلاحية الإسلام كنظام للحكم، فالنظم الإسلامية (النظام الاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، والسياسي) تواكب التقدم والتطور إذ تحث على العلم وتدعو إلى الأخذ بكل جديد نافع، وعليه فإن النظام العلماني ليس بالضرورة شرطا لتحقيق التقدم والازدهار.
ثانيا: احتضان المملكة لقبلة المسلمين وتشرفها بخدمة الحرمين الشريفين، حيث يؤمها أكثر من ألف مليون مسلم في صلواتهم خمس مرات في اليوم من كافة أنحاء العالم.