وقال:"والله ثم والله إن العجوز القابعة في وكرها والتي لا تملك من الثياب إلا الأطمار البالية وهي تعبد الله وحده عبادة خالصة هي أحب إلى قلبي من أي إنسان بلغ من العظمة والشأن ما بلغ إذ لا يؤمن بالله إيمانا صادقا خالصا، ولا يعمل بما جاء في كتاب الله"[٢] .
وهذه الكلمات المنيرات تبين عن الإيمان العميق بالله، والقناعة الراسخة بعقيدة التوحيد، وأنه لا يعبد إلا الله وحده وأن ذلك هدف المسلم في حياته وهو معنى وجوده في الحياة كما قال تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} . [الذاريات: ٥٦] .
وهذه العقيدة التي هي أساس الإسلام ومبناه، هي واضحة جلية بينة لا لبس فيها ولا عوج، وهي ما نزل به الكتاب المبين وبينته السنة المطهرة، وصدع به جميع الأنبياء والمرسلين ولا يستطيع أحد من المسلمين إنكار ذلك!.
ونستقي من هذا أن أساس منهجه عقيدة راسخة ومبدأ ثابت عليه تبنى كل مسالك الحياة، وهي مرد كل نازلة.
قال رحمه الله بخطبة له بمكة:"أنا بذمتكم وأنتم بذمتي، إن الدين النصيحة أنا منكم وأنتم مني، هذه عقيدتنا في الكتب بين أيديكم فإن كان فيها ما يخالف أمر الله فردونا عنه، واسألونا عما يشكل عليكم فيها، والحكم بيننا كتاب الله وما جاء في كتب الحديث والسنة"[٣] .
وهذا هو غاية الإنصاف، فالمسلمون جميعاً رئيسهم ومرؤ سهم ينبغي أن ينقادوا للحق وأن يتواصوا به وأن يكون ذلك مصدر اعتزازهم واجتماعهم.
ولقد بين كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم أصل الدين وأهميته وأثر الاستمساك به، ومضت على ذلك أجيال من سلف الأمة خلت منذ فجر البعثة المحمدية.
فمن معطيات الدين ومقرراته وثوابته مما يستدل به من عشرات الأدلة: