للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"يسموننا ((بالوهابيين)) باعتبار أننا أصحاب مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض، نحن لسنا أصحاب مذهب جديد أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبد الوهاب بالجديد فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، كلهم محترمون في نظرنا، هذه هي العقيدة التي قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب يدعو إليها، وهذه هي عقيدتنا وهي عقيدة مبنية على توحيد الله عز وجل وخالصة من كل شائبة منزهة عن كل بدعة، فعقيدة التوحيد هذه هي التي ندعو إليها، وهي التي تنجينا مما نحن فيه من محن" [٦] .

ونستشف مما سبق:

أن عبادة الله تعالى وحده، وهو ما يعرفه العلماء بتوحيد القصد والإرادة، وتوحيد العبادة والألوهية هو أصل الدين، بل هو أرسخ المعارف وأثبت العلوم وأصل الأصول كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية [٧] وقد اتفق على ذلك علماء المسلمين في كافة العصور.

وأن من لوازم هذه العقيدة (الوسطية والاعتدال) وهي سمة أهل السنة والجماعة لم يخالفهم فيها إلا أهل البدع والأهواء كالخوارج ونحوهم [٨] .

ولو استقرأنا أحوال المسلمين عبر التاريخ على اختلاف فرقهم لوجدنا أن خاصية التوسط والاعتدال مع التمسك بأصل الدين وأساسه وقاعدته وهو توحيد الله تعالى في ألوهيته ثم من بعد ذلك إقامة مسالك الحياة كلها وفق ذلك، مما اتسمت به عبر الأحقاب وفي كل الأجيال الطائفة المنصورة.