للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لقد اعترى كثيرا من المسلمين على فترات من التاريخ الجهل بالدين فاندرست معالم السنن وظهرت البدع وصار ذلك رسما ينشأ عليه الصغير ويهرم عليه الكبير، وكان من رحمة الله أن قيض أئمة مهديين يحيون موات القلوب بإقامة السنة وقمع البدعة ودعوة الناس إلى التوحيد بالبيان تارة، وبالسنان تارة أخرى، وكان منهم شيخ الإسلام ابن تيمية في القرن السادس الهجري وشيخ الإسلام ابن عبد الوهاب في القرن الثاني عشر، والأئمة من آل سعود ومنهم الملك عبد العزيز وإلى يومنا هذا.

إن العقيدة الإسلامية تنمي في المسلم نوازع الخير، وتثمر في حياته كل خير وبر ورشد، وفيما يلي مقتطفات من ثمرات هذه العقيدة التي دعا إليها واحتضنها وأسس عليها دولته الملك عبد العزيز رحمه الله:

أ - الإخلاص لله ثم النصح للمسلمين:

ذلك أن العودة بالحياة الإسلامية إلى ما كانت عليه إبان فجر البعثة المحمدية، خالية من البدع والخرافات وكل ما أدخل في الدين مما ليس منه، والمجاهدة في سبيل تحقيق ذلك هو لب الأصالة وموئل الشرف، وكان ذلك ديدن الملك عبد العزيز رحمه الله.

قال التاريخ: وفي تموز سنة ١٩٢٤ م صرح ابن سعود لوفد علماء الهند التصريحات التالية، قال: "أعترف أمام الله وأمام كل المسلمين بأني لا أريد إلا العودة إلى دين الإسلام الصحيح القويم، البعيد عن العقائد الوثنية التي ليست من الإسلام في شئ. وأن عقائدي هي عقائد أجدادي الأطهار الأتقياء، عاداتنا هي عاداتهم، وشعائرنا هي شعائرهم، وأننا نعود في كل شيء لأحكام القرآن الكريم وللسنة، ونحاول أن نعيش كما عاش الخلفاء الراشدون، وكل ما نطمع فيه أن يتحد العلماء المسلمون فيتحد العالم الإسلامي، نريد أن يكون اتحادنا قويا متينا، وأن يخضع العالم الإسلامي خضوعا تاما لأحكام القرآن والسنة" [٩] .