للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"بسم الله الرحمن الرحيم.. من تركي بن عبد الله إلى من يراه من المسلمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: موجب الخط إبلاغكم السلام والسؤال عن أحوالكم والنصيحة لكم والشفقة عليكم والمعذرة من الله الذي ولاني أمركم والله المسئول أن يتولانا وإياكم في الدنيا والآخرة وأن يجعلنا ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر، والله تعالى يقول: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: ٧] فالذي أوصيكم به تقوى الله في السر والعلانية، قال الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور: ٥٢] .

وجماع التقوى أداء ما افترض الله وترك ما حرم الله، وأعظم فرائض الله بعد التوحيد الصلاة، ولا يخفاكم ما وقع من الخلل بها والاستخفاف بشأنها وهي عمد الإسلام، الفارقة بين الكفر والإيمان، من أقامها فقد أقام دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وهي آخر ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم وهي آخر وصية كل نبي لقومه وهي آخر ما يذهب من الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وبعض الناس يسئ في صلاته، وأحدهم يتخلف عن الجماعة ويصلي وحده أو في نخله هو ورجاجيله والمسجد جار له، وفي الحديث: "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد" [١٠] (وهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحرق على المتخلفين بيوتهم بالنار لولا ما فيها من النساء والذرية) [١١] .

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق" [١٢] وهذه أمور ما يخفاكم وجوبها".

[ثم ذكر رحمه الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووجوب الزكاة وحرمة الربا وبيع العينة والتطفيف في المكاييل والموازين، في موعظة جامعة قال في آخرها] :