للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أولا - نية صالحة، وعزم على أن تكون حياتك وأن يكون ديدنك إعلاء كلمة التوحيد ونصر دين الله، وينبغي أن تتخذ لنفسك أوقاتا خاصة لعبادة الله والتضرع بين يديه في أوقات فراغك، تعبد إلى الله في الرخاء تجده الشدة، وعليك بالحرص في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون ذلك كله على برهان وبصيرة في الأمر، وصدق في العزيمة، ولا يصح مع الله سبحانه وتعالى إلا الصدق، وإلا العمل الخفي الذي بين المرء وربه.

ثانيا - عليك أن تجد وتجتهد في النظر في شئون الذين سيوليك الله أمرهم بالنصح سرا وعلانية والعدل في المحب والمبغض، وتحكيم الشريعة في الدقيق والجليل، والقيام بخدمتها باطنا وظاهرا، وينبغي أن لا تأخذك في الحق لومة لائم.

ثالثا - عليك أن تنظر في أمر المسلمين عامة وفي أمر أسرتك خاصة، اجعل كبيرهم ولدا وأوسطهم أخا وصغيرهم ولدا، وهن نفسك لرضاهم وامح زلتهم وأقل عثرتهم انصح لهم، واقض لوازمهم بقدر إمكانك، فإذا فهمت وصيتي هذه ولازمت الصدق والإخلاص في العمل فابشر بالخير. وأوصيك بعلماء المسلمين خيرا، احرص على توقيرهم ومجالستهم وأخذ نصيحتهم، واحرص على تعليم العلم لأن الناس ليسوا بشيء إلا بالله ثم بالعلم ومعرفة هذه العقيدة، احفظ الله يحفظك" [١٥] .

ب عبادته وورعه وتقواه:

كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو قدوة المؤمنين في كل زمان أعبد الناس وأخشاهم لله وأتقاهم، وكان يكثر من العبادة والتهليل والتسبيح، وكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فيقال له في ذلك فيقول: "أفلا أكون عبدا شكورا" [١٦] .

ومقام العبودية لله تعالى أشرف المقامات وأجلها وهو من لوازم التوحيد.

وعلى هذا السنن مضى خلفاؤه الراشدون وأصحابه المهديون، ثم جاء من بعدهم الأئمة الذين سلكوا سبيله، واجتهدوا ما وسعهم إلا اتباع سنته في كل جيل، وكان منهم الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب.