للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا بد من وقفة للإشادة والتنويه بخاصية تكاد تنفرد بها السياسة التعليمية في المملكة من بين كثير من الدول العربية الإسلامية - وتعد من العوامل الأساسية لاستقرار المملكة - وهي خاصية التعليم الديني الشرعي الذي أرسى دعائمه الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، فلقد أثمر ذلك ثمارا يانعة، إذ يلقن الطالب منذ صباه أساس العقيدة الإسلامية، فيدرس الأصول الثلاثة التي لا يسع المسلم جهلها: معرفته ربه عز وجل، ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ودينه، وذلك منذ السنة الأولى من المرحلة الابتدائية ثم يترعرع في رياض التوحيد والعقيدة الصحيحة على اختلاف مراحل التعليم إلى المستويات العليا فينشأ نشأة دينية سوية، لا مكان فيها للتطرف الناشئ من العلم الناقص والتعلم الديني العشوائي، والزيغ المنبعث من التصورات المنحرفة لمفاهيم الدين الحنيف وأسسه ومقاصده.

فالسياسة التعليمية في المملكة تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، وإن لهذه التربية الدينية القويمة التي تتسم بالأصالة والوضوح آثارها العاجلة والآجلة، فمن ذلك ومما ينبغي هنا أن يذكر فيشكر أن المملكة تخلو - بفضل الله ثم بفضل سياسة التعليم الديني - من الغلو في الدين ومن العنف وتلقف المبادئ الحزبية المناوئة لمنهج الاعتدال والوسطية في الإسلام.

إن خلو المجتمع من هذه الآفات ثمرة طبيعية للتنشئة الدينية السوية منذ المراحل المبكرة فيشب الطالب وقد عرف أسس دينه وأصول الحقوق التي تجب عليه تجاه خالقه، وتجاه نفسه، ومجتمعه وأمته، وذلك بفضل الله أولا ثم بفضل التعليم الديني الشرعي الأصيل الصافي النابع من الكتاب والسنة بعيدا عن التحريف والغلو ومنذ سن مبكرة، وهذه من مآثر الملك عبد العزيز رحمه الله ومآثر سلفه أجزل الله مثوبتهم وكتب ذلك في صحائفهم.