يقول الدكتور فؤاد فارسي: "أما واضعو السياسة التعليمية السعودية فقد تدبروا النظام التعليمي السعودي من منظور آخر، فاستطاعوا التصدي لمشكلة مهمة تسود في بلدان أخرى ألا وهي مشكلة الثغرة الثقافية الناجمة عن التأكيد الشديد على التعليم العام من ناحية وإهمال التعليم الديني من ناحية أخرى، فبفضل الثقافة الإسلامية المتغلغلة في المملكة العربية السعودية استطاع النظام التعليمي السعودي تفادي المشكلة الملحة المتمثلة في صبغ التعليم بالصبغة العصرية على حساب الدين، لأن الدين يدرس في جميع المراحل التعليمية.
ويلحظ في مصر - مثلا - أن دروس الدين في مراحل التعليم الثانوي والجامعي محدود جدا، بل إن الطلاب في آخر مراحل التعليم الثانوي يدرسون الدين ولكنهم لا يمتحنون فيه ضمن الامتحانات النهائية، فترتب على ذلك إهمال الطلاب لدروس الدين وعدم الاحتفال بها، أما في المستوى الجامعي فالدين لا يدرس إلا لطلاب الجامعة الأزهرية.
والوضع في المملكة العربية السعودية يختلف عن ذلك تماما إذ يدرس الدين في مرحلة التعليم الثانوي بكل الجدية، ويعامل بما له من منزلة عليا، أما في المرحلة الجامعية فيتم تدريس الدين بقدر معقول إلى جانب الدروس الأخرى في جميع سني الدراسة، وبالنسبة لجميع الطلاب.