والدين والثقافة الإسلامية للجميع من متعلمين وغير متعلمين لأنه منهاج حياة، ولأنه يمنح الناس طمأنينة نفسية وسكينة قلب متى عرف طريقه إلى أرواحهم، وعندئذ يهون عليهم تأدية أي نشاط والتركيز التام على إنجازه، والمسلم الصحيح يبقى عميق الإيمان بدينه على الدوام، حتى ولو بلغ أعلى مراتب التعليم في الميادين المختلفة، وينبغي لنا أن نلحظ أن معظم النُّظم التعليمية في بلدان الشرق الأوسط إن لم تكن كلها هي نظم نقلت من تجارب استعمارية سابقة وهو ما يغل يد السياسات التعليمية في تلك البلدان، ولو أرادت أن تتكيف تكيفا يتفق مع احتياجاتها الوطنية لاقتضى ذلك إجراء تغيير واسع ومضن في الأوضاع والمؤسسات التعليمية، ولكن الحال في المملكة العربية السعودية مختلف من حيث أن النظام التعليمي السعودي قد استطاع تجنب كل هذه السلبيات منذ البداية الأولى، فأتاح لواضعي السياسة السعودية فرصة عظيمة لتوجيه احتياجات النظام التعليمي إلى تحقيق مطالب البلاد، هذا مع الاسترشاد بمعظم النظم التعليمية المتقدمة في العالم [٤٧] .
وهذه بعض أسس ومحاور السياسة التعليمية:
· الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
· التصور الإسلامي الكامل للكون والإنسان والحياة، وأن الوجود كله خاضع لما سنه الله تعالى ليقوم كل مخلوق بوظيفته دون خلل أو اضطراب.
· الحياة الدنيا مرحلة إنتاج وعمل، يستثمر فيها المسلم طاقاته عن إيمان وهدى للحياة الأبدية الخالدة في الدار الآخرة، فاليوم عمل وحساب وغدا حساب ولا عمل.
· الرسالة المحمدية هي المنهج الأقوم للحياة الفاضلة التي تحقق السعادة لبني الإنسان وتنقذ البشرية مما تردت فيه من فساد وشقاء.
· طلب العلم فرض على كل فرد مسلم، ونشره وتيسيره في مختلف المراحل واجب على الدولة بقدر وسعها وإمكاناتها.