وكذلك الحال في عهد ابنه الإمام سعود بن عبد العزيز "ت ١٢٢٩هـ"[١٢] .
ولعله من تحصيل الحاصل الحديث عن الأمن في المملكة العربية السعودية وهي مضرب المثل في هذا منذ عهد الملك عبد العزيز وإلى يومنا هذا، وما من إنسان مقيم أو مواطن أو وافد حاجا أو معتمرا أو زائرا إلا وشاهد وعاين ونقل عن الأمن الأعاجيب.
ومن نافلة القول أن أهم عوامل تحقق الأمن الشامل بمفهومه العميق في المملكة تطبيق الشريعة الإسلامية لا سيما الحدود الشرعية كحد القصاص وحد الحرابة وحد القذف وحد السكر وحد ترويج المخدرات وغيرها، ولتطبيق هذه الحدود آثار ملموسة في تقلص الجرائم واستتباب الأمن تحقيقا لقول الله تعالى:{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: ١٧٩] .
والحياة المذكورة في الآية هي حياة الأمن والاستقرار وتطهر القلوب من الأحقاد والضغائن التي يورثها حب الانتقام والأخذ بالثأر، والاضطهاد والاستبداد وغيرها من الأمراض الاجتماعية التي تنجم في غيبة سلطان الشرع.
وهذا الذي يذكره ابن بشر وغيره من المؤرخين نجده وأكثر منه في كتابات المستشرقين الذين جابوا الجزيرة العربية في فترات مختلفة من العهد السعودي، فمن ذلك: