للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما ذكره المستشرق فلبي قال: ".. وأقل ما يقال إن الحجاج الذين زاروا الحجاز آنذاك وفيما بعد خلال السنوات القليلة التي سبقت التدهور الاقتصادي المريع في أوائل سنة الثلاثين [الميلادية] لم يجدوا أي سبب يدعوهم للشكوى أو التذمر من الأخطار أو عدم تأمين سلامتهم، هذا علاوة على أن الإجراءات التي اتخذت تحت إشراف ابن سعود شخصيا في المحافظة على صحة الحجاج جديرة بالتقدير، خصوصا إذا عرفنا أنه خلال السبعة والعشرين حجا التي احتفل بها في عهده لم تقع أية حادثة كبيرة على الإطلاق، وبالإضافة إلى هذا فإن قرار ابن سعود أن يمنح الحجاج مختلف التسهيلات التي كانت ممنوعة عليهم قد زادت في راحتهم إلى حد كبير جدا، فتشجيعه استعمال وسائل النقل الآلية قد قلب الأحوال رأسا على عقب، هذه الأحوال التي يواجهها آلاف الحجاج الوافدين من الخارج، فاليوم وبعد أن استعملت الطائرات كوسيلة جديدة من وسائل نقل الحجاج لم يعد الحج بالعملية المتعبة على الإطلاق، وحتى هذا التحول المدهش لم يكن كل ما تميزت بها إدارة ابن سعود، واستحقه من تقدير في الحرص على راحة الحجاج ومصلحتهم بعد أن كانوا يجأرون بالشكوى بسبب الرسوم الكبيرة التي كانت تجمعها الحكومة منهم، مع العلم أن الاحتياطات المتخذة لتأمين سلامتهم وراحتهم تكلف الدولة كثيراً من المال..

ومهما يكن من أمر فليس للحجاج اليوم ما يشكون منه، فقد ألغيت رسوم الحج بأمر من الملك لما ازدادت عائدات الحكومة من البترول والموارد الأخرى التي جعلت بالإمكان منح الامتيازات، تلك الامتيازات التي مكنت الحكومة من تحمل كافة تكاليف التسهيلات المتزايدة التي خصصت لمنفعة جميع قاصدي الحج كطرق لسيارات الشحن الكبيرة التي تسير على المازوت وعلى شبكة من الخطوط كتلك التي بين مكة وعرفات" [١٣] .