وقال المستشرق كنث وقد ألف كتابه نحو سنة ١٩٥٠ م:"لقد عني ابن سعود بصحة الحجاج أقصى عناية، وكان لاهتمامه بتحسين مياه الشرب والشئون الصحية والمستشفيات وما إلى ذلك مما تراه اليوم في المدن الحجازية كمكة وجدة أكبر الأثر في تخفيض عدد الوفيات بين الحجاج"[١٤] .
وقال أيضا:"بعد دخول الوهابيين [كذا] لمكة صرح ابن سعود وهو في الرياض بيانا على العالم الإسلامي قال فيه: لقد دخلت جيوشنا مكة في الرابع من تشرين الأول سنة ١٩٢٤م، وإننا مغتبطون أشد الاغتباط للاحترام الذي بدا نحو الأماكن المقدسة، وكان بمقدور الفاتحين لو أرادوا أن يشقوا لهم طريقا بالقوة ويدخلوا البلاد عنوة، ولكنهم أبوا إلا احترام الأماكن المقدسة فلم يسفكوا دماء أحد احتراما لتراثنا المقدس، ولقد قضينا على الظلم ونشرنا العدل في ربوع البلاد، وليس أشهى إلى قلوبنا من إقبال المسلمين على الحج من أنحاء العالم الإسلامي، الطرق مفتوحة في وجوهكم أيها المسلمون، ولن يعترض أحد لكم بسوء فاطمئنوا كل الاطمئنان، ونحن أنفسنا سنذهب إلى مكة لنجتمع بالوفود الإسلامية التي نرحب بها، وقد آلينا على أنفسنا أن نعيد إلى الحج ازدهاره ومجده القديم"[١٥] .
لقد كان لتطبيق شرع الله عز وجل في جميع مناحي الحياة لا سيما الحدود الشرعية لقمع المجرمين العتاة الأثر العميق في استتباب الأمن في الحج وغيره، الأمن بكل محاوره: الأمن الغذائي والأمن الفكري والأمن النفسي والأمن الاجتماعي والأمن العام.
وإن الانقياد لشرع الله - مهما نعق أهل الأهواء - له الأثر البالغ في تحقيق الاستقرار الشامل الذي نتفيأ ظلاله.