تاسعاً: وهذا أمر وعنصر هام، وهو أنَّ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك عبد العزيز – رحمه الله تعالى - جاء على فترة من الخوف وانقطاع السبل وتفشي الرعب بين الناس في هذه الجزيرة، فكان توحيده لها على أساسٍ من العقيدة الإسلامية وجعل الأمن أصلاً من الأصول التي ترتكز عليها هذه الدولة حتى يقطع دابر الفتن ويستأصل شأفة الخلاف بين أرجائها.
وكان جهاده - رحمه الله تعالى - في توطيد الأمن في ربوع هذه البلاد مضرب المثل بين سائر البلدان ومختلف المجتمعات، وأصبح كثيرٌ من المجتمعات يتمنى بعضاً ممَّا وصلت إليه هذه البلاد المباركة في إيمانها وأمنها واستقرارها.
كما كان لجهود الملك عبد العزيز - رحمه الله تعالى - في بسط الأمن آثاراً عظيمةً في حفظ مقومات المجتمع السعودي وتنميته وازدهاره في جميع المجالات والميادين، وسلك في سبيل تحقيق ذلك مسالك عديدة متنوعة أثمرت عن كُلِّ خيرٍ ولله الحمد والمنة. وهو ما سوف نتعرَّف على بعضٍ منه في الصفحات القادمة بإذن الله تعالى.
الفصل الثاني
نشأة الملك عبد العزيز
وأبرز جهوده في توحيد المملكة العربية السعودية
وسبل تحقيق الأمن في عهده
وفيه تمهيد وأربعة مباحث:
المبحث الأول: نشأة الملك عبد العزيز والعوامل المؤثرة في شخصيته.
المبحث الثاني: حالة الأمن في الجزيرة العربية قبل توحيد الملك عبد العزيز لها.
المبحث الثالث: أبرز جهود الملك عبد العزيز في توحيد المملكة العربية السعودية ونشر الأمن فيها.
المبحث الرابع: سبل تحقيق الأمن في عهد الملك عبد العزيز.