إنَّ المتأمِّلَ في حياة الملك عبد العزيز ونشأته - يرحمه الله - والعوامل التي أثَّرت في شخصيته، يدرك على الفور مدى ما كان لتلك الأمور من أثر كبير وفاعلية هامَّة في مسيرته وجهاده العظيم في توحيد المملكة العربية السعودية، ونشره للأمن والأمان فيها، وسلوكه السبل الصحيحة المعينة على تحقيق ما كان يصبو إليه.
فالملك عبد العزيز - يرحمه الله - لم يأتِ من فراغ، ولم يصعد سُلَّم المجد، ويَتَسَنَّم ذرى البطولة دون تربية ونشأة سليمة، وعوامل هامَّة أثَّرت في حياته وطريقة تفكيره وتقديره للأمور، صَقَلَت شخصيته وأنضجتها وأعطتها الدربة الكافية لمواجهة الأحداث التي قد يتعرَّض لها بعد ذلك. وهذا ما نجده واضحاً في جهاده - يرحمه الله - وطريقة توحيده للمملكة العربية السعودية، وبسطه للأمن في ربوعها وبين جنباتها.
وإنَّ المتمعِّن في حال الجزيرة العربية قبل توحيدها يدرك ما كانت تعانيه وتفتقر إليه من أمن وأمان واستقرار واطمئنان وراحة بال، ومقومات هامة في حياتها الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، ناهيك عن الناحية العقدية، وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية بين أفرادها.
وحينما قام الملك عبد العزيز - يرحمه الله - بتوحيد هذه البلاد بعد طول شتات وفرقة ونزاعات، وطَّد الأمن في ربوعها، وزرع السكينة بين جنباتها، وجمع الناس - بفضل الله تعالى - على العقيدة الصحيحة والشريعة العادلة والألفة والمودَّة والمحبَّة بين الناس، فللَّه تعالى الحمد والمنَّة..
المبحث الأول: نشأة الملك عبد العزيز، والعوامل المؤثرة في شخصيته
ينتسب الملك عبد العزيز إلى أسرة آل سعود، وهي أسرة معروفة وعريقة ومن أفضل قبائل جزيرة العرب.
فهو: عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن بن مرخان بن إبراهيم بن موسى بن ربيعة بن مانع المريدي [٤٥] .