للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان مولد عبد العزيز في قصر الإمارة بالرياض سنة ١٢٩٣هـ/ ١٨٧٦ م [٤٦] . وعهد به أبوه - الإمام عبد الرحمن - إلى القاضي عبد الله الخرجي من علماء الخرج، فتعلَّم مبادئ القراءة والكتابة، وحفظ سوراً من القرآن الكريم، وقرأه كاملاً على الشيخ محمد بن مصيبيح، ثُمَّ تلقى بعض أصول الفقه والتوحيد على يد الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف في كراسة صغيرة أعدها خصيصةً له [٤٧] .

وفي الرياض علَّمه أبوه الإمام عبد الرحمن مبادئ الفروسية لإعداده للمشاركة في الأحداث التي تمر بها الأسرة، فأقبل عبد العزيز على ذلك بشغفٍ فتعلَّم استخدام البندقية والسيف وركوب الخيل والإبل [٤٨] .

وعاش عبد العزيز في كنف أبيه في الرياض وهو يسمع ويشاهد الصراعات والخلافات تعصف بالبيت الأمر الذي أدى إلى رحيل أسرة الإمام عبد الرحمن إلى الكويت، وكان عمر عبد العزيز إذ ذاك إحدى عشرة أو اثنتى عشرة سنة.

وفي الطريق إلى الكويت مرَّت أسرة الإمام عبد الرحمن بمحن عدة، حيث خرجت وهي تهيم على وجهها في الصحراء حيث عاشت مع قبائل مرة والعجمان، ولكن الأسرة لم تحتمل حياة البادية وغلظتهم وجفاءهم، فأرسل الإمام عبد الرحمن ابنه عبد العزيز إلى البحرين يستأذن الشيخ عيسى بن خليفة حاكم البحرين في بقاء النساء والذرية في جواره، فوافق أمير البحرين، وعاد عبد العزيز بعد ذلك إلى مضارب أبيه في الصحراء [٤٩] .

وكان الإمام عبد الرحمن قد قام بمحاولة لاسترداد الرياض بعد

رحيل الأسرة، وتجميع بعض الأنصار، وكان ذلك سنة ١٣٠٩ هـ، فاستولى على الدّلم وطرد مَنْ كان فيها مِنْ أتباع ابن رشيد. ثُمَّ دخل الرياض مسالماً، ثُمَّ سار منها إلى المحمل، ونزل في حريملاء على مرحلتين من شمالي الرياض.