ووصلت أخباره إلى ابن رشيد وهو في حائل فأسرع بجيشه، فكانت المعركة في حريملاء، وانهزم جمع الإمام عبد الرحمن، وقتل عدد من رجاله وأنصاره، لعدم تكافؤ الجيشين أو الفريقين، وكذلك لعدم تمكُّن الإمام عبد الرحمن من الإحكام والسيطرة على مجريات الأمور.
ونتيجةً لذلك دخل ابن رشيد الرياض، وقفل الإمام عبد الرحمن عائداً إلى مخيَّمه في البادية، فأدركه ابنه عبد العزيز في أطراف منازل العجمان [٥٠] .
ومن ثَمَّ أرسل الإمام عبد الرحمن ابنه عبد العزيز إلى الأحساء يطلب إيواءه هو ورجاله، ولكن لم يوافق الترك على ذلك، لأنَّ الأحساء كانت تابعة للدولة العثمانية.
ومكث الإمام عبد الرحمن مع ابنه عبد العزيز ومن معهما بين قبائل مرَّة والعجمان على أطراف الربع الخالي في صحراء الدهناء فترة قدرت بسبعة أشهر [٥١] .
وبدأ عبد العزيز يألف البادية، ويتحمَّل مشاقّها، ويتعرَّف على طباع أهلها، ويجاري أبناءها في احتمال مكاره العيش، واعتياد خشونة الحياة.
وفرج الكرب عن الأسرة بعد مكاتبة الإمام عبد الرحمن لشيخ قطر قاسم ابن ثاني وموافقته على استضافته، فانتقل الجمع إلى قطر، ولحقت بالإمام عبد الرحمن أسرته التي كانت في البحرين.
وبعد ذلك قصد الإمام عبد الرحمن الكويت بعد تسهيل الدولة العثمانية وقبول ابن صباح حاكم الكويت لذلك، فانتقلوا إليها من قطر سنة
١٣١٠ هـ[٥٢] .
وفي الكويت تعلَّم عبد العزيز فنون السياسة، واختلط بأربابها، حيث كانت الكويت ميداناً للصراع السياسي، والتَّسابق الدولي إليها آنذاك.
وتابع عبد العزيز أخبار الصراع القائم في منطقة الخليج العربي
بين الإنجليز والألمان والروس والعثمانيين، وتتبع باهتمام مساعي الروس للوصول إلى مياه الخليج العربي، ومحاولات الألمان الوصول عن طريق
اتفاقهم مع العثمانيين إلى مدِّ سيطرتهم على البلاد العربية عن طريق إنشاء