أخذت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز - رحمه الله - على عاتقها رعاية حجاج بيت الله الحرام، وقد أدت هذه الأمانة بكل أمانة وإخلاص، ومن بين الجوانب التي اهتمت ب-ها للقيام برعاية الحجيج، الجانب الصحي الذي أولته اهتماماً كبيراً جداً، وأنفقت عليه آلاف الملايين من الريالات [١٦] .
لقد كان الملك عبد العزيز - رحمه الله - من قبل دخوله الحجاز من أعرف الناس بما يشكوا منه المسلمون كلما أتوا لأداء فريضة الحج، وليس أدل على ذلك من انسحابه بجنده أثناء حصاره لجدة من جبهة القتال أيام الحج [١٧] ؛ ولذلك اهتم بنفسه منذ دخوله الحجاز في وضع النظام الجديد للحجيج الذي يضمن سلامتهم وأمنهم وطمأنينتهم وأموالهم، واتخذ التدابير اللازمة بما يمنع استغلالهم، واستمر الملك عبد العزيز طوال فترة ملكه حتى وفاته - يرحمه الله - في ٢ربيع الأول ١٣٧٣هـ الموافق ٨ تشرين الثاني نوفمبر عام ١٩٥٣م [١٨] قائما بكل مسؤولياته الملقاة على عاتقه في جانب رعاية الحجيج على أكمل وجه رغم ضعف الإمكانيات المادية والمعنوية التي كانت تواجهها الدولة في بداية عهدها، لأنه في تلك الفترة لم يكن جهاز الدولة قد شكل بعد، والوضع المالي للبلد لم يكن مسعفا [١٩] ، ووسائل النقل الآلي لم تنتشر في الحجاز [٢٠] ، والاتصالات اللاسلكية لم تكن معروفة في هذا الجزء من العالم، والاتصالات السلكية الموروثة من العهد العثماني كانت بدائية للغاية، ورغم أن عدد الحجاج قد بلغ - في السنة الأولى التي تولى فيها الملك عبد العزيز ملك الحجاز - زهاء مائة ألف حاج، وكان هذا العدد يعدّ رقما قياسيا في تلك الفترة من التاريخ [٢١] .