وفي عام ١٣٣٠هـ جلبت الدولة العثمانية عددا من الأطباء للعناية بشؤون الحج، ولم يكن لذلك كبير أثر، كما وسعت إدارة الصحة وافتتح خلفها مكان لتنويم المرضى ومعالجتهم [٩] .
وفي عام ١٣٣٤هـ قام الشريف حسين [١٠] بتزويد دائرة الصحة بأربعة أطباء من الشام إضافة إلى الطبيب المقيم فيها أصلا، وأضيف إلى مهمات مدير الصحة تحديد عدد الحجاج في الغرف التي يسكنونها، ومعاقبة المطوفين المخالفين للعدد المقرر [١١] .
وأحيانا كان للسياسة أثرها في إضعاف العناية الصحية بالحجاج، كما حدث في عام١٣٤١هـ حيث أرفقت الحكومة المصرية مع حجاجها المصريين هيئة طبية للعناية بهم، وتبقى هذه الهيئة على نحو دائم في مكة، ولما لم يسبق استئذان الشريف حسين في أمرها أبى أن يسمح لها بالنزول إلى جدة، فما كان من الحكومة المصرية إلا أن أمرت بإرجاع الباخرة بما عليها [١٢] .
وعموما فإن مكة قبل الحكم السعودي كانت تعاني من ضعف الرعاية الصحية وكان لهذا أثر سلبي حتى على حجاج بيت الله الحرام.
المبحث الثاني
اهتمام الملك عبد العزيز بالحج
دخل الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مكة في ٨ جمادى الأولى [١٣] ، ودخل جدة في ٨ جمادى الثانية عام ١٣٤٤هـ الموافق ٢٤ كانون الأول ديسمبر عام ١٩٢٥م، وتم إقرار مبايعة الملك عبد العزيز ملكا على الحجاز في ٢٥ جمادى الثانية من العام نفسه الموافق ٨ كانون الثاني يناير [١٤] ، وفي ٢١ جمادى الأولى سنة ١٣٥١هـ الموافق ٢٢ سبتمبر سنة ١٩٣٢م صدر مرسوم ملكي بتوحيد أجزاء الدولة جميعها، فأصبحت مملكة واحدة باسم: المملكة العربية السعودية [١٥] .