إن منظمة الصحة أقرت رفع الرقابة الصحية الدولية عن الحج بعد أن دامت هذه الرقابة أكثر من مائة سنة بموجب اتفاقات دولية؛ لأن المنشآت الصحية السعودية غدت مؤهلة لحمل هذه المسؤولية كاملة [٦٤] .
أما عن التعليم الصحي، فقد حرصت المملكة العربية السعودية منذ صدور نظام مصلحة الصحة والإسعاف في عام ١٣٤٥هـ وتشكيل أول مجلس له بالتوصية بإيجاد الكوادر الوطنية الفنية للعمل في الخدمات الصحية [٦٥] .
وقد نصت المادة (٤٤) من نظام مصلحة الصحة العامة والإسعاف "على أن يقوم أطباء الصحة بإعطاء الدروس المقررة لطلاب مدرسة التمريض حسب أمر مدير الصحة [٦٦] ".
وقد ارتبط التعليم الصحي بالحج في بداية الأمر حيث إنه عندما أنشئ مستشفى منى العام في عام ١٣٥٦هـ، ولوحظ أن عمله يقتصر في فترة الحج أنشئ فيه أول معهد صحي في المملكة العربية السعودية، وقام هذا المعهد بإقامة دورات تأهيلية وبرامج منهجية ومحاضرات تعليمية وتدريب عملي، ومنح خريجوه شهادات الدبلوم في العلوم الصحية [٦٧] .
الخاتمة
بعد هذا العرض الذي قدمناه عن الرعاية الصحية لحجاج بيت الله الحرام في عهد جلالة الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه - يظهر لنا بكل وضوح أن الملك عبد العزيز كان رائدا من رواد هذا المجال، وتميّز - رحمه الله - ببعد النظر.
فالملك عبد العزيز آل سعود لم يقبل بأن تكون رعاية الحجيج الصحية تعتمد على جهود فردية، بل حرص على تنظيم تلك الجهود ووضع الخطط والمعايير التي تُقَوِّمها وترفع من مستواها لتتواكب مع متطلبات هذه الشعيرة العظيمة من جانب، وتساير أحدث ما وصل إليه العلم والعالم من جانب آخر.