وقد أشرنا فيما سبق كيف أن الشريف حسين منع هيئة طبية قادمة من مصر بالنزول إلى جدة، ولكن الملك عبد العزيز - طيّب الله ثراه- حرص أشد الحرص على الاستفادة من الخبرات الأجنبية، لذلك سمح - من حين دخوله مكة وتوحيده للمملكة العربية السعودية - للدول الإسلامية بإرسال بعثات طبية مرافقة لحجاجها للاهتمام بهم وعلاجهم، وكان لهذا أثر في تخفيف الضغط على المستشفيات من جانب [٥٩] ، ومساعدة الحجاج؛ بإيجاد صورة لتفاهم أكبر بينهم وبين المستشفيات السعودية من خلال تلك البعثات من جانب آخر.
وفي ٢/٩/١٣٧٠هـ حُوِّلت "مصلحة الصحة العامة"إلى وزارة، وعُيّن الأمير عبد الله الفيصل وزيرا للصحة [٦٠] ، فتقدمت الرعاية الصحية أكثر من قبل، وازدادت المستشفيات والمستوصفات ازديادا ملحوظا، وزودت بمعدات وأجهزة أكثر حداثة وتقدما.
ومن بين المستشفيات التي أنشئت بعد تحول مصلحة الصحة إلى وزارة: مستشفى في مكة، وهو مستشفى الملك عبد العزيز بالزاهر الذي أمر الملك عبد العزيز بإنشائه سنة ١٣٧٣هـ، ويعدّ أول مستشفى عام بالمملكة تقيمه وزارة الصحة [٦١] .
كما أعادت وزارة الصحة إعداد مستشفى أجياد العام وتجهيزه بما يتلاءم مع موقعه القريب من المسجد الحرام [٦٢] .
المبحث السادس
منظمة الصحة العالمية والحج والتعليم الصحي
لقد أدلى المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشهادته قائلا في اجتماع عام عقدته المنظمة:"وإن الخدمات الصحية تمتد الآن إلى كل مكان، وإن منظمة الصحة العالمية لتذكر بصورة خاصة المجهودات الكبيرة التي تبذلها الحكومة السعودية في تأمين راحة الحجاج الذين يفدون إلى المملكة ويتمتعون فيها بأكبر الخدمات وأوفر التسهيلات، حتى أصبحت مواسم الحج مضرب المثل في العالم في النظافة الصحية"[٦٣] .