وقد حرصت الدولة السعودية أن تكون هذه المحاجر وفق المعايير الدولية، لذلك قام الدكتور محمد بك صالح مندوب مصلحة الكرنتينات العامة للحكومة المصرية بزيارة للدولة السعودية في عام ١٣٤٤هـ قدّم خلالها صورة للاتفاقات الدولية العائدة للكرنتينات، والتقى بجلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله -، كما قام بزيارة كرنتينة جدة مع الدكتور محمود حمدي مدير دائرة الصحة العامة، وتشاورا معا فيما يلزم كرنتينة جدة ذلك العام [٥٥] .
ثم عندما أُنشأ المحجر الصحي في جدة طلبت الدولة السعودية من خبراء منظمة الصحة العالمية بوضع مخطط هذا المحجر، ثم تحملت المملكة العربية السعودية تكاليف إنشائه [٥٦] .
المبحث الخامس
إنشاء المراكز الطبية على طرق الحج والاستفادة من الخبرات الأجنبية
أنشأت المملكة العربية السعودية مراكز طبية في الجوف والقريات لمراقبة الواردين من الشمال، وفي قرية للواردين من الشرق، وفي ظهران الجنوب لمراقبة حجاج اليمن، وكذلك في جازان وفقا للأنظمة الصحية المحلية المستمدة من الأنظمة الدولية في هذا الشأن [٥٧] .
ولم تقتصر الجهود المبذولة في ميدان الخدمات الصحية على المنشآت العلاجية، تطويرا وإنشاءً، بل شملت استقدام الأخصائيين والخبراء للعمل في البلاد، وابتعاث الأطباء الموجودين فيها إلى الدول المتقدمة علميا ليطّلعوا على ما هناك من تطور وتقدم، ويعمقوا معارفهم وخبراتهم [٥٨] .