"من ٍالمسائل التي يجب أن نعمل بها في هذا الشأن، وتعد في طليعة خدمة الدين الحنيف، أن نطهر الإسلام من الأدران والخرافات التي علقت بالدين، وهو بريء منها، وإنما ألصقها فيه أناس يبتغون من وراء ذلك النفع المادي".
وهذا الخطاب عند تحليله، وبيان هدفه، يشير إلى الشرك الظاهر والخفي، إن الملك يدعو إلى تطهير عقيدة التوحيد من الخرافات والأدران التي علقت بالدين، ويبين أن من أحدثوا تلك البدع والخرافات في الدين لم يحدثوها اجتهادا، وإنما أحدثوها للنفع العاجل، دون خوف من العذاب الآجل، وفي ذلك بلا شك لفت النظر وتوجيه الفكر لدى العامة والخاصة، إلى أن الابتداع في الدين، له أسبابه الدنيوية، وليس فيه من خدمة الدين شيء.
وفي خطاب الملك الذي تناول فيه ما سبق أمامه من أقوال لبعض الحاضرين في موسم حج ١٣٤٩هـ يقول الملك الذي يدعو إلى التوحيد الخالص في كل مناسبة يجتمع فيها الناس، لاسيما في أيام الحج:
"إني والله لا أحب إلا من أحب الله حبا خالصا من الشرك والبدع، وإني والله لا أعمل إلا لأجل ذلك".
ويقول الملك:"إن سبيل رقي المسلمين، هو التوحيد الخالص، والخروج من أسر البدع والضلالات".
دعوة حكيمة لتوحيد الله، عز وجل، ودعوة تفيض بالمودة وبالحب من الداعي للمدعوين، ومؤيدة باليمين حتى تجتمع القلوب على التوحيد الخالص، قلوب الرعية مع قلب ولي الأمر، والإمام الملك، ولاشك أن المدعوين يسرهم أن يبذل لهم الملك الحب ماداموا محبين لله ورسوله، ويبين الداعي أن الحب الخالص هو ما خلا من البدع والشرك، ويبين الملك لرعيته أن سبيل رقيهم، ورقي المسلمين جميعاً هو التوحيد الخالص، ويدعوهم إلى الخروج من أسر البدع والضلالات، وفي حديث الملك بلاغة في التعبير عن أثر البدع والشرك، وأنه مثل أثر السجن، والأسر على عقل المسلم وقلبه.