وفي اجتماع حاشد في شهر المحرم من عام ١٣٥١هـ يقول الملك في وضوح:"أجاهد لإعلاء كلمة التوحيد الخالص، والحرص عليها، وأحب أن أراها قائمة، ولو على يد أعدائي، وإن تمت على يدي، فذلك من فضل الله".
إذن: هدف حياة الملك هو إعلاء كلمة التوحيد، وفي إعلائها الخير كله له ولرعيته، ويعبر الملك عن فرط حبه وتمسكه بهذا الهدف بأنه لو تحقق على يد أعدائه لما كان لذلك أثر في نفسه، فالهدف الشريف الكبير ينبغي أن يتحقق، وعندئذ لا عبرة بشخص من يحققه، وهو يتمنى أن يكون إعلاء كلمة التوحيد على يده حتى ينعم بفضل الله، وقد كان ذلك - والحمد الله - ويؤتي الله فضله من يشاء.
حتى النصر في ميادين القتال أو النصر السياسي، سببه عند الملك عبد العزيز قوة الإيمان، وقوة التوحيد، وهو يدعو المسلمين، ويبشرهم بالخير كله إذا اتفقوا، وعملوا بكتاب الله وسنة رسوله، ودعوا إلى التوحيد الخالص.
فمن خطبة للملك تناول فيها حقيقة الدعوة السلفية في شهر ذي القعدة سنة ١٣٥١هـ.
يروي الأستاذ محمد حامد الفقي رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، وهو من علماء الأزهر، في كتابه عن أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها، أنه سمع الملك - رحمه الله - يقول بعد إطفاء فتنة الدويش:
"عندي أمران، لا أتهاون في شيء منهما، ولا أتوانى في القضاء على من يحاول النيل منهما بشعرة: الأول كلمة التوحيد: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"اللهم صل وسلم وبارك عليه، إني والله وبالله وتالله أقدم دمي ودم أولادي وكل آل سعود فداء لهذه الكلمة، ولا أضن به.
والأمر الثاني: هذا الملك الذي جمع شمل العرب بعد التفرقة".