ولم يقتصر خطاب الملك الدعوي على الخاصة أو العامة، وإنما وجهه لطائفة من الناس بين أيديها مصالح الناس العامة أو الخاصة.
وفي خطبة للملك جمع لها كبار الموظفين في الدولة نصحهم - وهو ولي الأمر العام - بالعمل بما في كتاب الله، وسنة رسوله، وذكرهم بمسؤولياتهم عن مصالح الناس، وأنهم خدم لهم، ولا تصح التفرقة بين الناس في تنفيذ أحكام الشرع أو الأنظمة المعمول بها، ثم طلب من عماله، أن يحافظوا على الصلوات، وأن يجتنبوا المحرمات، وألا يختلطوا بأشرار الناس، ثم وجه إليهم كلمة أخيرة استشرف فيها ما قاله من قبل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق عندما تولى الخلافة، قال الملك لعماله والموظفين الذين يأتمرون بأمره:" إذا عملنا بما أمر الله ورسوله به، فثقوا بنا، وإذا عملنا بما يخالف ذلك - لا سمح الله - فلا تثقوا بنا، والله الهادي إلى الصواب".
وفي تحذير للمسلمين من الانخداع بمظاهر المدنية الغربية البراقة، يقول الملك في إحدى خطبه:
"إذا درسنا حالة الأوربيين وجدنا أنهم يعتصمون بالحديد والنار والكهرباء، وما شاكل ذلك، أما نحن فنعتصم بحبل الله".
ويضرب لهم مثلاً بشخص إنجليزي أغرى أحد بدو العراق بمخالفة أحكام الشرع نظير مال يدفع له، ففعل البدوي ذلك، مما جعل من أغراه يواجهه بالحقيقة المرة، وهي أنه ما غلب الأجانب العرب، والمسلمين إلا بمخالفتهم لكتاب الله، طمعاً في عاجل الأجر من الناس دون خوف من حساب الآخرة.
وينعي الملك - في خطبة له أمام حجاج بيت الله الحرام سنة١٣٤٩هـ - على بعض المسلمين: أنهم ظنوا أن طريق التقدم هو تقليد الأوربيين، مع أن هذا التقليد لم يكن فيما يعد سببا لتقدم الأوربيين وقوتهم، بل كان للأسف فيما لا يسوغ في الإسلام، ويتساءل الملك عن هؤلاء المقلدين، هل استطاع أحد منهم أن يصنع ما ينتجه الغرب من أدوات وأسلحة؟.