للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول الملك عبد العزيز رحمه الله في كلمة توجيهية لأول دفعة من خريجي المعهد العلمي السعودي ١٣٥٠هـ: "... من الناس - وكثيرهم - من يعجب قوله فيأخذ بالسامع بزخرف القول إلى حد بعيد ويأتي في حديثه بأساليب تسحر، مصوغة في قالب يبهر العقول، وفي الجرائد اليومية والمجلات الشهرية شيء كثير من ذلك، وفي الصحف السيارة ما يصور للقارئ أن قسماً من الناس قطع في مضمار العلوم، ولاسيما الكونية منها شوطاً بعيداً، لو حاولتم الوصول إليه في عشرات السنين لما وصلتم نصف المرحلة التي قطعوها، ولكن ماذا كان وراء هذا العلم الوفير؟ لا ترى إلا أحزاباً يضرب بعضها بعضا، ولا تسمع إلا عويلاً يصم الآذان وهم بيد غيرهم كفتا ميزان يعلي هذا تارة ويسفل هذا تارة أخرى علم ولكن بالأقوال وعمل ولكن في غير المنافع، وإن ما أصاب هؤلاء هو من جراء تخاذلهم، وعدولهم عن الصراط المستقيم الذي شرحه الله تعالى في كتابه وعلى لسان صفوة خلقه صلى الله عليه وسلم. جهلوا تعاليم الإسلام الحقة وبهرتهم المدنية فنظروا إلى كل ما يصدر عن الغرب نظرة إكبار فأرادوا محاكاته، وحبذا لو حاكوه فيما يعلي من شأنهم، أرادوا محاكاته بل حاكوه فعلاً ولكن فيما يئن منه عقلاؤهم" [٢٧] .