للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي خطاب له في حفل تكريم كبار الحجاج ١٣٥١هـ يقول: "... المسلمون ينقصهم معرفة الزعماء، والأشخاص ونفسياتهم، فإن هناك أشخاصاً من المسلمين يتظاهرون بالغيرة والتضحية، وهم في حقيقة الأمر على عكس ذلك، يتظاهرون بالغيرة ويسعون في الخفاء لتنفيذ مآربهم الشخصية، والتجسس على أحوال إخوانهم، وهذا أمر يؤسف له لأن الأضرار التي لحقت بالمسلمين والعرب جاءت بهذه الطريقة [٣٠] ".

وفي مكة المكرمة ١٣٥٣هـ أمام كبار الحجاج يقول: "... هناك أحزاب تتطاحن على أي شيء؟ .. لا أدري.. لقد أدخل الشيطان وساوسه في عقولنا فتركنا حبل الله المتين فتفرقنا أيدي سبأ... أكثر الناس يقولون أن الأغيار هم الذين ضربونا في الصميم ففرقوا بيننا... هذا كلام.. ماذا عمل الأغيار؟ الحق أن الضرر والخسران لم يأتيا إلينا إلا من أنفسنا فنحن المسؤولون عن ذلك نحن نسعى إلى التفرقة.. ونحن نعمل للبغضاء. أذكر لكم مثلاً بسيطاً يعرفه كل واحد منكم إن صحفنا وجرائدنا إذا تكلمت عن مسلم، أو عربي تكلمت عنه بشدة وقسوة ولاذع القول ولكنها إذا تكلمت عن غربي تكلمت بأدب واحترام.. فلماذا؟.

يا إخوان يجب علينا أن نحترم أنفسنا ونتكاتف ونتعاضد، فإذا نحن سرنا على هذه الطريق وفقنا الله سبحانه وتعالى واحترمنا العدو قبل الصديق" [٣١] .

وفي سنة ١٣٧١هـ أبرق الملك عبد العزيز إلى الوزير السعودي المفوض في بغداد برقية جاء فيها: ولو سمحت أي دولة عربية لنفسها في أن تتدخل في الشؤون الداخلية لدولة عربية أخرى عند حدوث أية أزمة من الأزمات في ذلك البلد لوقع من ذلك شرور كثيرة [٣٢] .

وهكذا يسن الملك عبد العزيز رحمه الله نهجاً ثابتا للسياسة السعودية وهي عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة.

وقد بذل الملك عبد العزيز رحمه الله جهده في الذب عن حقوق المسلمين في فلسطين بأسلوب ينم عن ذكاء بالغ ووعي كامل بالتاريخ، وقضايا العصر.