"أما الشخص الذي هو الدكتور "وايزمن"فهذا الشخص بيني وبينه عداوة خاصة، وذلك لما قام به نحو شخصي من جرأة مجرمة بتوجيهه إليّ من دون جميع العرب والإسلام تكليفاً دنيئاً لأكون خائناً لديني وبلادي، الأمر الذي يزيد البغض له ولمن ينتسب إليه وهذا التكليف قد حدث في أول سنة من هذه الحرب، إذ أرسل إليّ شخصاً أوربياً معروفاً يكلفني أن أترك مسألة فلسطين، وتأييد حقوق العرب والمسلمين فيها، ويسلم إليّ عشرين مليون جنيه مقابل ذلك. وأن يكون هذا المبلغ مكفولاً من طرف فخامة الرئيس روزفلت نفسه، فهل من جرأة أو دناءة أكبر من هذه؟ وهل من جريمة أكبر من هذه الجريمة يتجرأ عليها هذا الشخص بمثل هذا التكليف ويجعل فخامة الرئيس كفيلاً لمثل هذا العمل الوضيع!!
"إني لا أشك بأن فخامة الرئيس روزفلت لا يقبل هذا لا في حقي ولا في حقه فهذه من جملة الأسباب التي أريد أن تعرضوها على فخامة الرئيس حتى يرى إلى أي حد يتجرأ اليهود للوصول إلى غايتهم الباطلة، وينظر برأيه السديد في هذه الأعمال التي يغني بيانها عن وصفها" [٣٠] .
هكذا يُشخِّص الملك عبد العزيز رحمه الله هذا الداء العضال، وهو تشخيص ينمُّ عن وعي تام وفراسة إيمانية عجيبة، فقد جاءت كل الأحداث والدراسات والأبحاث تؤيد هذا التشخيص، وليت العالم يعي نصح الناصحين وإنذار المخلصين [٣١] .
العنصر السابع: الفقه في الدّين، والثقافة الواسعة، والوعي بقضايا العصر
لقد تصدى الملك عبد العزيز رحمه الله لبناء دولة، وإحياء أمة، وتعامل مع العالم العربي، والإسلامي، والدولي، وحالفه النجاح في ذلك كله رغم التحديات الكبيرة التي واجهها، وكان من أهم عوامل النجاح الذي حققه ما كان يتمتع به من فقه في الدين، وثقافة واسعة، ووعي بمجريات العصر، وفي الأقوال التالية ما يؤكد ذلك، وهي جزء من كل، وقليل من كثير: