ومن قال "أشهد أن لا إله إلا الله"ولم يقل "وأشهد أن محمداً رسول الله"لا تقبل منه، وكل إنسان يدعو ولا يصلي على الرسول فهو ضال، وكل من لا يرجو شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة، ومعنى طلب الشفاعة أن تقول يا رب محمد شفّع فينا رسولك محمداً، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، وكلنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يشفع فينا رسوله الكريم.
يقولون "التمدن" و"الحرية"وهل هناك أعظم من التمدن الذي ورد في كتاب الله من اتباع كل خير وتجنب كل شر؟ وهل هناك حرية أكثر من قوله صلى الله عليه وسلم "لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى".
أيها الإخوان:
إنكم قد أتيتم من بلاد بعيدة، وضربتم في البحر ترجون رحمة الله، وهي قريبة إذا رجوتموها، وهذا الخير والرحمة، وليس لكم عندي إلا ثلاثة أمور:
الأول: النصيحة فيما يوافق كتاب الله وسنة رسوله.
والثاني: أنِّي أشفقُ عليكم من أهلكم وعيالكم، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكم.
والثالث: أن أسهر على مصالحكم، وأرعى شؤونكم، نسأل الله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته ويؤيد الإسلام، ويوفق المسلمين إلى ما يحبه ويرضاه" [٥٦] .
وألقى الملك عبد العزيز رحمه الله سنة ١٣٥٩هـ كلمة في كبار الحجاج جاء فيها: "إن الأمر لله وما تشاءون إلا أن يشاء الله، والأيام كلها عبر للمعتبر، وعلى المسلمين أن يتفكروا في عبر الزمان، وانظروا كيف أن أوربا العظيمة بمدنيتها التي أقامتها أصبح ما أعدوه ضد مدنيتهم ولخرابها.