وهذا الموقف يسترعي الانتباه التام فإذا نظرنا للحال الواقع نرى أن دهاة أوربا ورجال سياستها بقوتهم وعقولهم ما تمكنوا أن يدفعوا الشر عن أنفسهم والشر لم يتول عنهم ذلك قضاء الله وقدره لم تنفع فيه حيل السياسة ولا نفعت المدنية إن كل إنسان يجب ألا يقف هذا الموقف وأن يكون في نجوة عن هذا النزاع لذلك يجب على المسلمين عامة والعرب خاصة أن يتمسكوا بعرى الإسلام حتى لا تذهب ريحهم وأهم ما يجب عليهم القيام به هو معرفة الله ونصر الله، قال تعالى:{إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}[٥٧] .
ويجب على المسلمين أن يتفقوا ويتناصحوا في ظاهر الأمور وباطنها، وهذا لا يكون إلا بالعناية الشديدة بالإصلاح، وبنفوس طيبة، لأن الدعوة ولو كانت عظيمة وظاهرها كبير فلا تفيد إلا بالنية الصالحة إنما الأعمال بالنيات" [٥٨] .
وأعلن رحمه الله بياناً سنة ١٣٥٦هـ حول موضوع خطير كان ولا زال وسيبقى إلى أن تقوم الساعة محل تحد وصراع بين قوى الخير والشر، وبين أهل العفة والطهر، وأهل الخنى والفساد ذلك هو موضوع المرأة وقد جاء في هذا البيان ما لا مزيد عليه كما أن الأحداث قد أثبتت سلامة نهجه رحمه الله نحو هذا الموضوع، وهو نهج مستمد من تشريع الله رب العالمين الذي خلقهم ويعلم ما ينفعهم وما يضرهم.