فالواجب على كل مسلم وعربي فخور بدينه معتز بعربيته ألا يخالف مبادئه الدينية وما أمر به الله تعالى بالقيام به لتدبير المعاد والمعاش، والعمل على كل ما فيه الخير لبلاده ووطنه، فالرقي الحقيقي هو بصدق العزيمة والعلم الصحيح، والسير على الأخلاق الكريمة، والانصراف عن الرذيلة، وكل ما من شأنه أن يمس الدين، والسمت العربي والمروءة، والتقليد الأعمى، وأن يتبع طرائق آبائه وأجداده، الذين أتوا بأعاظم الأمور، باتباعهم أوامر الشريعة التي تحث على عبادة الله وحده، وإخلاص النية في العمل، وأن يعرف حق المعرفة معنى ربه، ومعنى الإسلام وعظمته، وما جاء به نبينا ذلك البطل الكريم والعظيم صلى الله عليه وسلم من التعاليم القيمة، التي تسعد الإنسان في الدارين، وتعلّمه أن العزة لله وللمؤمنين، وأن يقوم بأود عائلته، ويصلح من شأنها، ويتذوق ثمرة عمله الشريف فإذا عمل فقد قام بواجبه وخدم وطنه وبلاده [٥٩] .
هذا رأي البطل. البطل في إيمانه وسلوكه وخلقه.
البطل في علمه وثقافته.
البطل في وعيه وبعد نظره وإدراكه.
البطل في تعامله مع شقائق الرجال.
هذه نظرته إليهن وقد كان لهن أعظم الدور في حياته، الدور الإيجابي، كم كان يتكنى بأخته "نورة"وكم كان يستعين بها في بعض شئونه ومع هذا فهي المرأة المسلمة في المكان العالي بعيداً عن متناول الأيدي الخسيسة.
ومن المواقف المشرفة للملك عبد العزيز رحمه والتي تدل على فهم ووعي ومراقبة لله موقفه من الدولة العثمانية فقد وقف منها موقف المسلم المجدد الواعي في الوقت الذي ولغت فيه الأيدي الآثمة والعميلة في الدماء المسلمة الحرام باسم القومية العربية تلك الأيدلوجية التي نشأت في الأحضان المشبوهة ورعتها القوى الاستعمارية، وكانت أحد أهم معاول الهدم التي سلّمت البلاد العربية إلى الاستعمار العسكري والفكري، الذي لازالت آثاره السيئة تعمل في جسد الأمة إلى اليوم [٦٠] .