ويشاء الله، أن يطهر يدي الملك عبد العزيز من أن تُلوَّث بدماء المسلمين الأتراك وأن يجنب بلاد الحرمين - المملكة العربية السعودية - ويلات الاستعمار وألاعيبه، وسأشير إلى بعض مواقف الملك عبد العزيز رحمه الله من الدولة العثمانية تأكيداً لما ذكر هنا إضافة إلى ما ذكر في العنصر الرابع.
في سنة ١٣٣٠هـ كتب إليه والي البصرة العثماني يسأله عن رأيه في أمراء العرب وشقاقهم وخروج بعضهم على الحكومة العثمانية فأجابه الملك عبد العزيز رحمه الله بقوله:"إنكم لم تحسنوا إلى العرب، ولا عاملتموهم في الأقل بالعدل. وأنا أعلم أن استشاراتكم إياي إنما هي وسيلة استطلاع لتعلموا ما انطوت عليه مقاصدي وهاكم رأيي ثم ذكر اقتراحا سياسياً تنظيمياً لو أخذ الأتراك به لكان فَوّت على أعدائهم فرصاً كثيرةً ولكان تغيَّر مجرى كثير من الأحداث [٦١] .
وفي رسالة للرئيس الأمريكي روزفلت سنة ١٣٥٧هـ حول ما يجري في فلسطين وما اتخذ نحوها من قرارات يقول رحمه الله: "... ولم يكن العرب يشعرون بأن الترك دولة مستعمرة لبلادهم وذلك:
١ - لوجود وحدة الجامعة الدينية.
٢ - لشعور العرب أنهم شركاء في الحكم.
٣ - لكون الإدارة المحلية للحكم بيد أبناء البلاد أنفسهم [٦٢] .