للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبعد أن كان الأمن يعجز عن حفظه قوات عسكرية من الداخل وقوات عسكرية كبيرة من الخارج أصبح الأمن محفوظاً بحفنة من الشرطة المحليين تلك هي التجربة الكلية وكفى بها دليلاً على أن النظام الجنائي في الشريعة الإسلامية يؤدي عملاً إلى قطع دابر الجريمة وإنه النظام الذي يبحث عنه ويتمناه اتحاد القانون الدولي" [٢٧] .

ويقول وفد كبار رجال الفكر والقانون في أوربا وقد شاهد بعينه آثار التجربة والإنجاز: "من هنا ومن هذا البلد الإسلامي يجب أن تعلن حقوق الإنسان لا من غيره من البلدان وإنه يتوجب على العلماء المسلمين أن يعلنوا هذه الحقائق المجهولة عند الرأي العام العالمي والتي كان الجهل بها سبباً لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين والحكم الإسلامي عن طريق أعداء الإسلام والمسلمين، وألحّ أن تكتب للوفد الأجوبة القيمة - التي سمعوها - لتكون في أيديهم وثيقة مكتوبة يدافعون بها عن الإسلام ويشرحون بها الحقيقة لكل راغب في المعرفة.

وقال أحد أعضاء الوفد: ... وإني بصفتي مسيحياً أعلن أنه هنا في هذا البلد الإسلامي يعبد الله حقيقة وأنه مع السادة العلماء بأن أحكام القرآن في حقوق الإنسان بعد أن سمعها ورأى في الواقع تطبيقها هي بلا شك تفوق على ميثاق حقوق الإنسان [٢٨] .

العنصر العاشر: الدَّعوة إلى الدِّين الحق والعقيدة السلفية

من بدهية الأمور أن رجلاً عظيماً أقام دولته على أساس الكتاب والسنة سيكون بلا شك من أهم إنجازاته الدعوة إلى الدين الحق والعقيدة الصحيحة، وهذا ما حصل بالفعل من الملك عبد العزيز رحمه الله.

يقول في أحد خطبه سنة ١٣٥١هـ: "أنا مبشِّرٌ أدعو لدين الإسلام ونشره بين الأقوام، أنا داعية لعقيدة السلف الصالح، وعقيدة السلف الصالح هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء عن الخلفاء الراشدين" [٢٩] .